انتشار فيروس كورونا بصورة واسعة للغاية في العالم أجمع أثر على جميع دول العالم، فقد تأثرت كل القطاعات الاقتصادية تقريبًا بهذا الخطب الجديد، وسبّب انتشار فيروس كورونا انكماشًا كبيرًا في الاقتصاد العالمي، مما أثر على الشركات والمنشآت المالية العالمية والمحلية، إلا أن هناك بعض القطاعات الاقتصادية لم تتأثر بهذا الفيروس، بل على العكس حققت أرباح هائلة بسبب هذه الأزمة، ومن هذه القطاعات: التجارة الإلكترونية والتسويق عبر الإنترنت.

الأحداث الافتراضية زادت من شعبية مكالمات الفيديو من قبل الناس في أوائل عام 2020، إلى جانب الانخفاض الكبير في حركة الركاب في ظل إجراءات الحجر، فقد انخفضت الإعلانات التقليدية، مثل إعلانات الراديو بشكل كبير جدًا، لذا يبدو أن التسويق الرقمي يستمر في النمو بينما يتعثر التسويق التقليدي.
يُعرَّف التسويق الرقمي على أنه، أحد أنواع التسويق المنتشرة في العالم، والذي يعني التسويق باستخدام المنصات الرقميّة عبر شبكة الإنترنت في الترويج للمنتجات والسلع والتعريف بها، أي القيام بالحملة الإعلانيّة ككل عبر استخدام مواقع الويب، وتقنيات المراسلة الفوريّة، والبريد الإلكتروني والرسائل النصيّة في تسويق المنتجات.
قطاع التجارة الإلكترونية وفيروس كورونا
أوضحت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة أمازون أن مخزونها من الأدوات المنزلية والسلع الطبية قد نفذ في الفترة الأخيرة من انتشار فيروس كورونا، وهو ما لم يحدث من قبل، كما توقع خبراء التسويق العالمي نمو الطلب على التسويق الرقمي بنسبة قد تزيد عن 40%، حيث أنه في ظل توقف الكثير من الشركات التقليدية وايقاف عدد كبير من العمال وغلق الكثير من المنشآت الإنتاجية لأبوابها لم يجد العملاء والمستخدمين طريقًا سوى الطلب عبر الإنترنت وهو ما ساهم في الترويج الزائد للتجارة الإلكترونية في ظل انتشار فيروس كورونا(كوفيد-19).
استراتيجية التسويق الإلكتروني في ظل فيروس كورونا
في ظل انتشار فيروس كورونا وانتعاش التسويق الإلكتروني فقد يكون من المهم استغلال هذه الفترات وتغيير الخطط والاستراتيجيات التسويقية لتحقق أقصى انتفاع خلال هذه الفترة، ومن الأمور المهم التركيز عليها في ظل هذه الأزمة العالمية ما يلي:
أولًا: تعزيز البقاء في عالم التسويق الرقمي
في ظل انتشار فيروس كورونا، وتوقع زيادة عدد زوار الإنترنت، وزيادة عدد المستخدمين والزائرين للمواقع التسويقية المختلفة، من المهم أن تحرص على دوام التواجد بصفة مستمرة على مواقع التسويق الرقمي وأن تعمل على نشر روابط المواقع الخاصة بك، وتعمل على زيادة التعريف بالسلع والخدمات التي يقدمها موقعك الإلكتروني، فمن المهم زيادة الترويج للموقع أو المدونة التي تخصك على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنشاء الصفحات على مواقع السوشيال ميديا مثل (فيس بوك، انستغرام، تويتر، واليوتيوب).
ومن الخطط التي تساعد على زيادة انتشارك على مواقع الإنترنت المختلفة، الاهتمام بالإعلانات الممولة، وزيادة الميزانية المخصصة للإعلانات، ففي ظل انتشار فيروس كورونا يصبح قطاع الإعلانات من أكثر القطاعات نموًا وتأثيرًا على العملاء.
ثانيًا: دعم خطة التوصيل الآمن للمنزل
بالطبع في ظل خوف العالم كله من فيروس كورونا، وعدم الرغبة في الخروج من المنزل، إلّا للضرورة القصوى، فقد أصبحت العناية بخطط التوصيل للمنزل من أهم الطرق والوسائل لتنشيط التجارة الإلكترونية، فمن الممكن إضافة مزايا ومغريات لزيادة الإقبال على السلع والمنتجات، مثل جعل التوصيل مجاني، أو في حالة الطلب لأكثر من خدمة أو منتج، يتم إعطاء العميل هدية عند توصيل السلعة له، وغيرها من الطرق التي تساهم في زيادة الترويج للمنتجات والمواقع الخاصة بك.
ثالثًا: التحدث مع العملاء
أول خطوة حقيقية للتعامل مع الازمة، هو التحدث مع العميل بشفافية، ومعرفة كيف يفكر، وتحليل هذا الأمر لوضع استراتيجيتك الجديدة، هناك عملاء قد تخسرهم للأبد بسبب هذه الازمة، ويجب ان نفهم أن عملاءنا ليسوا في أفضل أحوالهم المادية والمعنوية، لذا تجاهل الأمر والعمل وكأن لا شيء سلبي يحدث.
نصائح لزيادة التسويق الرقمي في ظل أزمة كورونا
أولًا: التركيز على رغبات العملاء
من النصائح التي تساعد على نمو التسويق الرقمي في ظل الظروف الحالية، هو التركيز على احتياجات العميل وعن استفساراته ومتطلباته، فمن الممكن كتابة المقالات التي تتحدث عن فيروس كورونا وظروف انتشاره وكيفية الوقاية منه، وغيرها من الطرق التي تساعد على التواصل مع العملاء والإجابة على استفسارتهم، وتلبية احتياجاتهم.
ثانيًا: تركيز الجهد على السلع التي تخدم العملاء
في ظل انتشار فيروس كورونا، وتركيز العملاء على أنواع معينة من السلع والمنتجات، فمن المهم أن تحرص على توفير هذه السلع، والتي تشهد في الغالب طلبًا كبيرًا، ففي ظل الأزمة الحالية تعد التجارة في المطهرات والكمامات وأدوات الحماية الشخصية من التجارات التي تحقق أرباح كبيرة، لذلك فإن بيع هذه المنتجات والترويج لها من المنتظر أن تحقق الأرباح المنشودة.
ثالثًا: متابعة جودة موقعك
في ظل الأزمة الراهنة، فمن المتوقع أن تزيد الزيارات على مواقع التسويق الإلكتروني، ومواقع بيع المنتجات والسلع، لذلك كان من المهم متابعة حالة الموقع والتأكد من جودته وسرعته وحل المشكلات التقنية التي تظهر فيه أولًا بأول، فالزائر إذا شعر ببطء في الموقع أو وجود مشكلة في التصفح، فمن السهل ان يغادره ويبحث عن غيرك من المنافسين، وبالتالي ستخسر الكثير من عملائك.
في النهاية، إذا كنت تمتلك شركة تسويق او تعمل كمتخصص تسويق، فأنت لديك الخبرة لتكتشف ما الاستراتيجية المناسبة لعميلك، وتغيير الاستراتيجيات إذا تتطلب الأمر ذلك. حيث أنّ هناك شركات سوف تحتاج أن تقلل الميزانية الاعلانية او توقفها لحين هدوء الأمور، وهناك شركات سوف ترفع ميزانيتها لاستغلال الامر.
Comments