top of page

كيف تحارب أمريكا الصين | ومن الرابح في هذه المعركة؟

صورة الكاتب: DotDot

لا يخفى على أحد القوة التكنولوجية التي وصلت لها الصين في السنوات الأخيرة، فنجحت الصين بالفعل وعلى أرض الواقع ووفقًا للأرقام والبيانات الرسمية والإحصائيات في الاستحواذ على شريحة ضخمة جدًا من الاقتصاد العالمي، الأمر الذي أثر سلباً على الاقتصاد الأمريكي، وزاد قلق الولايات المتحدة بعد إغراق الصين التكنولوجيا والتقنيات الخاصة بها إلى السوق الأمريكي، ففي عام 2018 وبالتحديد في شهر مارس، بدأت عقوبات ترامب على الصين، فكان أولها فرض رسوم جمركية على السلع الصينية بقيمة 50 مليار دولار، وكان أخرها حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة.

امريكا والصين

إذاً ماهي تلك العقوبات وكيف قابلتها الصين؟ وهل خسرت الصين على إثر هذه العقوبات؟


1- الرسوم الجمركية:

بدأت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة في مارس عام 2018، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي على السلع الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974، وكان هذا كرد انتقامي من الصين التي كانت قد فرضت مسبقاً رسوم جمركية على 128 منتج أميركي، أولهم زيت الصويا الأمريكي.

وفي 6-7 من نفس العام كان الرسوم فعّالة على البضائع الصينية وبلغت 34 مليار دولار وابتي بغلت 0.1% من الناتج المحلي، الأمر الذي دفع الصين إلى فرض نفس المبلغ على البضائع الأمريكية. وكان ترامب في وقتٍ سابق من عام 2018، قد صرح بأن الخلاف مع الصين ليس حرباً تجاريةً بل هي فرض عقوبات وحسب.

وفي 10 مايو 2019، رفعت الولايات المتحدة التعريفات الجمركية على بضائع صينية تقدر قيمتها بمائتي مليار دولار أمريكي بنسبة تتجاوز الضعف، من 10% إلى 25%. وعبرت الحكومة الصينية عن "أسفها" لهذا الإجراء وصرحت باتخاذ خطوات مضادة.


2- حظر هواوي:

هواوي هي شركة صينية تأسست عام 1987، وهي تختص في تصنيع معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية والإلكترونيات الاستهلاكية، مقرها في شنجن، غوانغدونغ، الصين. وبحلول الشهر الرابع من عام 2020 أصبحت شركة هواوي هي أكبر مصنع ومنتج للهواتف في العالم.

وبدأت أزمة هواوي مع الولايات المتحدة الأمريكية في 15 مايو 2019، بعد إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القرار الرئاسي رقم 13873، و هو بعنوان "تأمين سلسلة التوريد والخدمات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات"، أي أنه يُمنع على الشركات الأمريكية استخدام معدات الاتصالات من مصادر تعتبرها الإدارة تهديدات للأمن القومي، وكانت أكبر تلك الشركات التي تتعامل معها الشركات الأميريكية هي شركة هواوي.

كما اتهم الرئيس الأمريكي الشركة الصينية بأنها تطرح في الأسواق منتجاتها للتجسس على العملاء الأمر الذي رفضه مسؤلو هواوي.

ومع صدور الأمر، أوقفت جوجل وصول هواوي إلى تحديثات نظام التشغيل أندرويد الخاص بها، كما أوقفت شركات تصنيع الرقاقات تعاملها مع هواوي.

وفي 20 مايو 2019، صرحت وزارة التجارة الأمريكية أنها قد منحت جوجل ترخيصًا مؤقتًا لمدة ثلاثة أشهر لمواصلة العمل مع شركة هواوي، كما كانت تفعل قبل التوقيع على القيود.

وكان رتشارد يو -رئيس مجلس إدارة شركة هواوي- قد صرح أن شركة هواوي كانت تعمل على نظامها الأساسي المحمول، والذي يطلق عليه اسم نظام هونغ مينج HongMeng OS، كخطة "ب"، اذا ما تم الاتفاق مع جوجل على وصول تحديثات أندرويد، ولكن سرعان ما تم الاتفاق بين هواوي وأندرويد. وفي 29 يونيو 2019، وفي قمة مجموعة العشرين، وافق ترامب والرئيس الصيني والأمين العام شي جين بينغ على استئناف المفاوضات التجارية.

وأدلى ترامب بتصريحات تتضمن خططاً لتخفيف القيود المفروضة على الشركات الأمريكية التي تتعامل مع شركة هواوي، موضحة أنها قد باعت كمية هائلة من المنتجات للشركة، وأن الشركات الأمريكية "لم تكن سعيدة تمامًا بعدم استطاعتها البيع"، وذلك كان يشير إلى "معدات لا توجد فيها مشكلة أمنية وطنية كبيرة معها"، الأمر الذي اعتبره الكثيرين أنه تنازل كبير من ترامب.


3- ترامب ومشكلته مع التيك توك:

تيك توك هو ويعرف أيضا باسم دوين Douyin هي شبكة اجتماعية صينية لمقاطع الفيديو الموسيقية، انطلقت في سبتمبر 2016 بواسطة مؤسسها تشانغ يي مينغ.

في عام 2017، اتفقت تيك توك مع شركة ناشئة تسمى musical.ly، لشرائها مقابل مليار دولار، وكانت ميوزكلي وهي شركة صينية مقرها في شنجهاي، ولها مكتب في كاليفورنيا، قد استهدفت شريحة المراهقين في الولايات المتحدة، الأمر الذي شجع تيك توك على شرائها، لكسب تلك الشريحة الأمريكية.

في عام 2018، وصل عدد المستخدمين النشطين على الشبكة ما يقارب 150 مليون مستخدم نشط يومياً، و500 مليون مستخدم نشط شهرياً.

وفي 8 أغسطس من عام 2020، أصدر الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذياً يمنع أي معاملات بين الشركات الأمريكية والشركة الصينية المالكة لتطبيق تيك توك، بحجة تهديد الأمن القومي أيضاً، وأعطى مهلة لتيك توك 45 يوم، حتى يتسنى لمايكروسوفت شراء التطبيق، التي كانت قد دخلت في مفاوضات على شرائه قبل فترة قصيرة من إعلان ترامب الحظر، وما زالت المفاوضات جارية إلى الآن.

عزيزي القاريء شاركنا برأيك، هل يحق لترامب فرض تلك العقوبات على الصين لمجرد أنها تهدد إقتصاده؟

٥٦ مشاهدة٠ تعليق

Kommentare


جميع الحقوق محفوظة لشركة دوت
2017-2022
بورصة، تركيا

bottom of page