عندما تقرر وضع خطة تسويقية للمحتوى الخاص بك، ستعلم حينها بأن هذه الخطوة ليست بالشيء السهل، ولكنها أمر لا بد منه للحصول على النتائج التي ترغب فيها من خلال أنشطتك التسويقية المختلفة سواء التسويق العادي أو التسويق الإلكتروني، ولا نستطيع أن ننكر دور المحتوى التسويقي في التسويق الإلكتروني حيث يلعب الدور الأكبر في التأثير في مشاعر وقرارات المستخدمين.
فوضع الخطة التسويقية يتطلب جهدًا وتحليلات متعددة للحصول على الخطة الأمثل، ولكن هناك بعض الأمور التي تعترض طريق تلك الخطة نحو النجاح، مثل وجود أخطاء قاتلة تحول دون نجاحها، إما تسبب فشلًا قبل بدء تنفيذ الخطة أو أثناء التنفيذ أو بعد الانتهاء؛ فصار لزامًا التنبيه على تلك الأخطاء كي لا يضيع مجهودك دون نتيجة.
حسنًا، ستتفاجأ عندما تعلم أنّ مديري التسويق ما زالوا يرتكبون تقريبًا نفس الأخطاء في المرحلة الأوليّة بالرغم من وجود عدد كبير من الإرشادات التفصيليّة والمواد المرجعيّة، وقد لا تؤدي هذه الأخطاء إلى تكبُّد الشركة تكاليفًا فحسب؛ بل قد تؤثر أيضًا على سمعة الشركة.
فهذه أخطاء عليك تجنبها لوضع خطة التسويق ناجحة لمحتواك
تحديد الجمهور بعشوائية عند وضع خطة تسويقية
الشخص الذي سيقرأ محتواك، عليك معرفة سماته كي تستطيع مخاطبته، وكتابة محتوى يتناسب مع اهتماماته، ويلبي رغباته. فبعض صُناع المحتوى يقومون بتحديد جمهور عشوائي دون اختيار دقيق، فيحصل على جمهور كبير دون وجود جمهور حقيقي له فيهم، وهذا خطأ فادح وسبب كبير لفشل أي خطة تسويقية.
عدم تحديد هدف للخطة التسويقية بشكل واضح
هنالك حكمة قديمة: “الفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل”.
عدم وضوح هدف الخطة التسويقية التي تضعها، يجعلها دون جدوى، إذا لم تقم بكتابة هدف محدد فلن تستطيع كتابة محتوى مناسب لاهتمامات القارئ، ولن تقدر على تسويقه في وسائل التواصل الاجتماعي المناسبة له.
ما هي الأهداف التي يمكنك تحديدها؟
-قد يكون الهدف هو جذب الانتباه، وتقديم المعرفة للآخرين، ومساعدتهم.
-قد يكون هدفك صنع مجتمع تفاعلي خاص بك، يتابعك ويشارك ما تقدمه من محتوى مع أصدقائه.
-قد تكون رغبتك هو تحسين عملية بيع منتجك أو خدمتك.
-أو من الممكن أنك تريد جلب عميل محتمل لك، وقد يتحول يومًا ما إلى مشترٍ لمنتجك.
كل هذه أهداف يمكنك الاختيار من بينها عند إنشاء خطة تسويقية؛ كي يكون محتواك متسقًا وخادمًا لما ترجوه.
عدم التركيز على العنوان
العنوان علامة محتواك، فهو أول شيء ينظر إليه الشخص المستهدف، وللأسف ترى كثيرًا من كُتّاب المحتوى يغفل عن وضع عنوان مناسب، فهو بذلك يكون قد بذل جهدًا في صناعة المحتوى؛ ولكنه أضاعه بعدم اختياره لعنوان مناسب و جذاب.
وتذكر بأن العنوان يشمل وعدًا ما، وعليك بالوفاء بوعدك في محتواك.
كيف يمكنك وضع عنوان مناسب لمحتواك؟
توجد عدة طرق يمكنك الاستعانة بها في كتابة عنوانك
-ابدأ المقال بالسؤال “لماذا” فهذا يحث القارئ على متابعة القراءة، خصوصًا إذا كان موضوعًا يشغله، فمثلًا: لماذا يجب وضع خطة محتوى تسويقي؟ لماذا نجحت شركة تويتر؟
-أخبره عن الكيفية، وأثِر شغفه، حينها سيأتي ليعلم كيف، فمثلًا: كيف يعمل محرك البحث جوجل؟ كيف تقوم تيسلا بصناعة سياراتها الكهربائية؟
-اصنع قائمة تضم مجموعة من العناصر في موضوع واحد، مثلًا: أدوات تساعدك في إدارة موقعك الإلكتروني.
-أخبره أنه مخطئ في شيء ما، مثلًا: ٧ أخطاء تفعلها عند كتابتك لمقال تسويقي.
-نوع من أنوع القوائم لكنه يكون دليلًا أشمل، وتجمع له فيه كل ما يحتاجه في موضوع معين، مثلًا: دليلك الشامل لدراسة ماجستير إدارة الأعمال في كندا.
-أفضل الأشياء في مجال معين، مثلًا: أفضل الأشخاص الذين عليك متابعتهم في مجال إدارة الأعمال.
-ضع رقمًا وجواره وعدًا بمكسب ما، مثال: ٧ صفات عليك التحلي بها كي تكون رائد أعمال ناجح.
عدم تخصيص ميزانية
يخطأ العديد من أصحاب الأعمال بعدم وضع ميزانية للخطط التسويقية. أيا كان حجم مكاسبك أو خسارتك، لابد من وجود ميزانية محددة للتسويق. للأسف فإن معظم أصحاب الأعمال لا يخصصون ميزانية،و يقومون بخصم تكاليف التنفيذ من هامش الربح.
تعد ميزانية التسويق من أكثر العوامل تأثيرا في نمو حجم العمل في الحاضر والمستقبل. قم بزيادة ميزانية التسويق لعملك حتى تصل لقمة الطلب علي لمنتجاتك أو خدماتك.
توقع الكثير في وقت قصير
لا يجب أن تتوقع الكثير في وقت قصير. دائما هناك سبب ونتيجة لكل شئ، و لابد من توفر الوقت الكافي للحصول على أفضل النتائج. لابد أن تأخد خطة التسويق الوقت الكافي لتثمر وتؤسس لجذور قوية و أرض صلبة.
فلا يوجد "زر خاص" تضغط عليه فيقوم العملاء بالإمتثال لإعلاناتك وموادك الدعائية والثقة بعلامتك التجارية على الفور. فيجب التروي في نشر الوعي بعلامتك التجارية، ولابد من توفر وقت كافي لخلق الطلب على منتجاتك وبناء ثقة بين منتجك و المستهلك، لذلك تذكر دائما أن التسويق الجيد يستغرق وقتا.
التقليد
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها أصحاب الأعمال هو تقليد خطى الشركات المنافسة، التسويق و إستراتيجياته لا يجب أن يكون بلا قيود. عندما يتعلق الأمر بالتسويق لابد من التفكير خارج الصندوق و عدم التقيد بالطرق المتبعة من قبل الآخرين، لذلك أحرص دائماً علي أن تبدع و تبتكر خطط متميزة و جديدة لتناسب طبيعة عملك بصورة أفضل.
حاول إنشاء محتوى يستحق التسويق، فإن كان المحتوى سيئًا؛ فما الفائدة من تسويقه؟ احرص على تقديم قيمة للعالم، حتى وإن لم يكن أصليًّا بالكامل، قدم المعلومات بطريقة مختلفة، فأنت بحاجة إلى إنشاء محتوى رائع قبل بذل الجهد في تسويقه.
المحتوى يمكن أن يكون عاطفيًّا وساحقًا، ومن الممكن أن يكون ضعيفًا وهزيلًا، فاختر أي طريق تريد أن يسلكه محتواك، اهتم به، واعلم لمن توجهه، ولا تبع دائمًا، ولا تنس محتواك المرئي، وغيرها من الأخطاء التي كنت تقع فيها، واهدأ فإنشاء المحتوى ليس أمرًا مخيفًا كما يرى البعض، وأتقن الأساسيات قبل التطرق للأمور الصعبة، واعرف أخطاءك وحاول إصلاحها كي يكون محتواك فعالًا أكثر، ويعمل على تطوير أعمالك الخاصة جيدًا، ويحقق أفضل النتائج لك.
Comments